-3-
ظل يشيع الشاحنات و هي تقل محصوله في فترات معينة من السنة إلى حيث لا يهتم بنفس الحسرة كل مرة ، محاصيل كثيرة و متنوعة كانت هدية الأرض إليه و كانت هديته بنفس الكرم إلى أناس لا يعرفهم و لا يهتم بمعرفتهم .
كل شيء على هذه الارض كان يبدأ صغيرا ينمو و ينمو لأيام و أسابيع و شهور ثم ينضج و شيئا فشيئا تتلاشى خضرته و تختفي إلا ذلك الصبار العنيد الدائم النضارة .
وحده كان هناك ينمو في بطئ و صمت وفق منطقه الخاص و يتوسع صيفا و شتاء و ربيعا و خريفا لا يعترف بالفصول كثيرا إلا عندما يهدي البشر خلاصة سنته تلك الفاكهة "الملغمة" التي تشبههم كثيرا ، و التي مثلهم لا مجال للمسها أو الاقتراب منها إلا لمن درب على عزل الأشواك عن بقية المكونات .
وحده كان هناك ينمو يرسم حدود الأرض و يمنح الحيوانات و البشر ملاجئ و مخابئ ، كم عاينت "ضركاته" الفوضوية من قصص نسجت تحت سترها ليلا نهار ، قصص كان محركها الحب و قصص أخرى كان محركها الكره . قصته هو الآخر مع "زهوة" بنت عمه بدأت ذات صيف في غفلة من الاهل في مكان ما من جنان الغندوري ذلك الجنان البهي الذي لم يتبق منه الآن غير رسوم .
-يتبع-
#تجارب_حرفية